إلهي لم يكن بي حول فَأَنتقل به عن معصيتك إلا فى وقت أَيْقَظَتَنى مَحَبَّتكَ، وَكَما أَرَدْتَ أَنْ أكُونَ كُنتُ، فَشَكَرْتُكَ بإدخالى فى كرمك ولتطهير قلبي من أوساخ الغَفْلَة عَنْكَ، إلهى انظر إلَى نَظَر من ناديته فَأَجابَكَ، وَاسْتَعْمَلَتَهُ بمعونتك فأطَاعَكَ يا قَريباً لا يَبْعُدُ عَنِ المغتر به، وَيَا جَواداً لا يَبْخَلُ عَمَّنْ رَجا ثَوَابَهُ، إلهى هَبْ لِى قَلْباً يُدْنِيهِ مِنْكَ شَوْقُهُ، وَلَسَاناً يَرْفَعُهُ إِلَيْكَ صدقُهُ، ونظراً يُقَرَّبَهُ مِنْكَ حَقَّهُ إِلهِي إِنَّ مَنْ تَعَرَّفَ بِكَ غَيْرُ مَجْهُول، وَمَنْ لاذُ بك غير مخذول، ومن أَقْبَلْتَ عَلَيْهِ غَيْر مَمْلُول، إلهى إن من انتهج بكَ لَمُسْتَنِيرٌ، وَإِنَّ مَنِ اعْتَصَمَ بكَ مُسْتَجِيرٌ، وَقَدْ لُذَّتَ بَكَ يا إلهَى فَلا تُخيب ظنّى من رحمتك، ولا تحجبنى عن رأفتك، إلهى أقمني في أهل وَلَايَتِكَ مُقامَ مَنْ رَجَا الزِّيَادَةَ مِنْ مَحَبَّتكَ، إِلهِي وَأَلْهِمْنِي وَلَهَاً بِذِكْرِكَ إِلَى ذِكْرِكَ واجْعَلْ هِمَتِى فِى رَوحِ نَجاحٍ أَسْمَائِكَ وَمَحَلِّ قُدسكَ، إلهى بكَ عَلَيْكَ إلا ألحقتنى بمَحَلَّ أَهْل طاعتك، والمثوَى الصَّالح مِنْ مَرْضاتِكَ، فَإِنِّي لا أَقْدرُ لنَفْسي دَفْعاً، وَلا أَمْلِكُ لَها نَفْعاً، إلهى أَنَا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ المذنبُ، وَمَمْلُوكُكَ المنيب المعيب، فَلا تَجْعَلْنى مِمَّنْ صَرَفْتَ عَنْهُ وَجْهَكَ، وحجبه سهوه عنْ عَفُوكَ ، إلهى هَب لى كَمال الانقطاع إِلَيْكَ، وَأَنرُ أَبْصارَ قلوبنا بضياء نَظَرها إِلَيْكَ، حَتَّى نَخَرقَ أَبْصارُ القُلُوبَ حُجبَ النُّور، فتصل إلى مَعْدن العَظَمَة، وتصيرَ أَرواحنا مُعَلَّقَةً بعز قدسك.