إبراهيم بن أدهم، أبو إسحاق:
من أهل بلخ كان من أبناء الملوك والمياسير. خرج متصيدا، فهتف بـه هاتف، أيقظه من غفلته. فترك طريقته فى التزين بالدنيا، ورجع إلى طريقة أهل الزهد والورع. خرج إلى مكة، وصحب بها سفيان الثورى، والفضيل
ابن عياض، ودخل الشام، فكان يعمل فيه ويأكل من عمل يده، وبها مات وأسند
سمعت أبا العباس محمد بن الحسن بن الخشاب ، قال: حدثنا أبو الحسن علی بن محمد بن أحمد المصرى ، قال: حدثني أبـو سـعيد أحمـد بـن عيسى الخراز، قال: حدثنا إبراهيم بن بشار قال: صحبت إبراهيم بن أدهم بالشام، أنا وأبو يوسف الغسولى، وأبو عبد الله السنجاري، فقلت: يا أبا إسحاق ! خبرنى عن بدء أمرك، كيف كان . قال: كان أبى من ملوك خراسان وكنت شابا فركبت إلى الصيد فخرجت يوما على دابة لى، ومعى كلب؛ فأثرت أرنبا ، أو ثعلبا، فبينا أنا أطلبه، إذا هتف بـي هاتف لا أراه، فقال: يا إبراهيم ألهذا خلقت؟! أم بهذا أمرت؟!. ففزعت، ووقفت،ثم عدت فركضت الثانية ففعل بي مثل ذلك ثلاث مرات، ثم هتف بي هاتف، من قربوس السرج ؛ والله ما لهذا خلقت! ولا بهذا أمرت!. قال: فنزلت فصادفت راعيًا لأبى، يرعى الغنم، فأخذت جبته الصوف، فلبستها، ودفعت إليه الفرس وما كان معى؛ وتوجهت إلى مكة. فبينا أنا فى البادية، إذا أنا برجل يسير ليس معه إناء، ولا زاد. فلما أمسى وصلى المغرب حرك شفتيه بكلام لم أفهمه؛ فإذا أنا بإناء فيه طعام، وإناء فيه شراب؛ فأكلت، وشربت وكنت معه على هذا أياما، وعلمنى الله الأعظم. ثم غاب عنى، وبقيت وحدى. فبينا أنا، ذات يوم،اسم مستوحش من الوحدة، دعوت الله به، فإذا أنا بشخص آخذ بحجزتي؛ وقال سل تعطه فراعنى قوله فقال: لا روع. علمك اسم عليك ولا بأس عليك . أنا أخوك الخضر. إن أخى داود، الله الأعظم، فلا تدع به على أحد بينك وبينـه شحناء، فتهلكه هلاك الدنيا والآخرة؛ ولكن ادع الله أن يشجع به جبنك، ويقـوى بـه ضعفك، ويؤنس به وحشتك، ويجدد به في كل ساعة رغبتك. ثم انصرف وترکنی .